الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ملف سفيان ونذير يعود إلى الواجهة: مــديــر القـنـــاة الليبية يؤكد مقتل الصحفيين، ووالدة نذير تتحدث عن مسرحية

نشر في  11 جانفي 2017  (11:26)

أثارت اعترافات عنصر من تنظيم «داعش» يدعى عبد الرزاق عبد الناصر ، بثتها قناة ليبيا الحدث ضمن برنامج «وثائق خاصة»، اثارت ردود افعال متباينة، خاصة ان هذا الاخير اكد في اعترافاته أنّه أشرف على تنفيذ عدد من عمليات التفجير والقتل من بينها تصفية الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري المختفيين في ليبيا منذ 8 سبتمبر 2014..
اعترافات تحوم حول صحتها عديد الشكوك اعادت ملف قضية اختطاف سفيان ونذير الى الواجهة من جديد، ونذكر ان الداعشي الليبي وهو موظف بالمحكمة الاسلامية لتنظيم داعش الارهابي بدرنة، ذكر في اعترافاته التي وصفت بالخطيرة جدا أن قيادات تونسية داعشية من مجموعة سراج الغفير هي من ألقت القبض على الصحفيين وتم نقلهما إلى مزرعته ثم التحقيق معهما على خلفية تهم منها ” الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم»، وكشف ان الارهابيين التونسيين هم ابو انس وابو حمزة وابو مصطفى، و بين أنّ قرار التصفية «جاء بعد فشل عملية المقايضة مع الحكومة التونسية حول إطلاق إرهابي يسمى أنيس الديك قُبض عليه بتونس، وتابع عبد الرزاق أن العنصر أبو عبد الله ضياحي- يحمل الجنسية التشادية- هو من نفذ عملية قتل الشُرابي ذبحا، بينما تولّى عنصر ثان يدعى أحمد، وهو تشادي أيضا، قتل المصور القطاري رميا بالرصاص، زاعما انه تم دفنهما بغابة بدرنة..

مدير قناة الحدث الليبية يؤكد لأخبار الجمهورية صحة اعترافات الارهابي

وفي اتصال هاتفي جمعنا  بمدير قناة ليبيا الحدث، محمود الهادي اكد لنا  أن اعترافات الإرهابي الداعشي عبد الرزاق ناصف التي بثتها قناته حول تصفية الصحفيين سفيان الشورابي و نذير القطاري صحيحة.
وافادنا محدثنا ان برنامج «وثائق خاصة» هو انتاج مشترك بين قناته، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مضيفا ان القناة بثت عديد الحلقات حول اعترافات الارهابيين الذين تم القاء القبض عليهم، وان الحلقة التي بثت الاسبوع الفارط والتي جاء فيها خبر مقتل الصحفيين ليست الحلقة الاولى، مؤكدا ان كل ما ورد فيها من اعترافات صحيح وان كل المعلومات الواردة مؤكدة، مبينا انه لم يكن في صالح الارهابي عبد الناصر الاعتراف بقتل نذير وسفيان لان عقوبته ستتضاعف وهو ما يثبت ان كل ما جاء على لسانه صحيح .
وذكر السيد محمود الهادي ان ارهابيا سوريا اعترف مؤخرا بمكان وجود الارهابي الداعشي عبد الرزاق عبد الناصر حيث تم القاء القبض عليه، مؤكدا ان الحلقة تم تصويرها منذ اسبوع وهو ما يفند اشاعة كونها اعترافات قديمة على حد تعبيره .   
وقال مدير القناة، أن الحكومة التونسية تعاملت مع قضية سفيان ونذير وفقا لتوجهات ايديولوجية فكرية، مضيفا بان تونس تتعامل مع ميليشيات طرابلس وعبد الحكيم بلحاج، وترفض التعامل مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يسعى الى تطهير ليبيا من الدواعش وفق ما جاء على لسانه، ولئن اكد محدثنا ان اعتراف تونس بالحكومة الليبية او عدم اعترافها غير مهم، فانه ذكر ان تونس تنصلت من مسؤولياتها تجاه ابناء شعبها، وان رد فعلها كان غير مسؤول.
كما اوضح انهم حاولوا الاتصال بالجهات الرسمية التونسية لايصال الموضوع ومدها باعترافات الارهابي لكنهم لم يجدوا اي تعاون.
من جهة اخرى افادنا محدثنا ان الجيش الليبي لم يتمكن بعد من دخول درنة، مضيفا ان حقيقة دفن الصحفيين باحدى غاباتها ستنكشف قريبا، حيث دلّ الارهابي على مكان قبر الصحفيين تحديدا، مضيفا ان تحاليل الحامض النووي التي تم اخذها مؤخرا من عائلة نذير القطاري ستثبت صحة الاعترافات .
كما بين محمود الهادي ان الاوصاف التي ادلى بها الارهابي الداعشي كانت دقيقة جدا وذلك لانه كان مشرفا على العملية.
وختم محدثنا كلامه بان الحكومة التونسية لا تريد انهاء هذا الملف، حيث بامكانها ارسال وفد من وزارة العدل للبحث والتقصي والاستماع الى اعترافات الإرهابي، مؤكدا ان ليبيا ترحب بالوفد التونسي متى اراد التحقيق في القضية، مشيرا الى ان التلاعب بعواطف العائلات امر مرفوض وأنه حريّ بتونس تفهّم هذه المسألة والنأي بالقضية عن اهدافها السياسية، وعبر محدثنا عن تضامنه مع عائلتي سفيان ونذير مضيفا ان الدواعش قتلوا العديد من ابناء ليبيا ولا بد من اخذ موقف رسمي تجاههم .  

مـــــــــــواقـــــــــــف رسمـــــــيــــــة

من جهتها أكّدت وزارة الشؤون الخارجية  في بلاغ لها انها تتابع باهتمام شديد التصريحات التي بثتها قناة تلفزيونية ليبية خاصة والمتعلقة بـ «اعترافات» موقوفين تم تقديمهما على أنهما ينتميان لما يسمى بتنظيم  «داعش» الإرهابي بقتل الصحفيين التونسيين نذير القطاري وسفيان الشورابي.
وشددت الوزارة على أنها تولي قضية اختفاء الصحفيين اهتماما بالغا، مذكّرة بأنها قامت منذ اختفائهما بالاتصالات اللازمة مع الجهات الليبية المختلفة ومع جهات إقليمية ودولية وأنها لن تتوانى عن إتّباع كل المسالك الممكنة واستعمال كل الوسائل المتاحة من أجل الكشف عن مصيرهما.  
ومن المنتظر ان تعقد الوزارة لقاءات مع المسؤولين الليبيين الرسميين في حكومة الوفاق اللبيبة للتحقق من صحة مختلف التصريحات المتعلقة بملف اختفاء الصحفيين التونسيين، وذكر مصدر من الوزارة  ان نذير وسفيان ما زالا على قيد الحياة طالما لم يتم الحصول على حجة ملموسة تثبت عكس ذلك.
من ناحية أخرى، أعلن سفيان السليطي، المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أن التصريحات التي وردت في قناة «الحدث الليبية» ليست بجديدة وتتضمن نفس المعلومات التي كان أدلى بها شاهدان مصريان سابقا في ذات الموضوع.
اما مركز تونس لحرية الصحافة فدعا الى فتح تحقيق جدّي للكشف عن الحقيقة وعن خلفية هذه الاعترافات.
وطالب المركز المصالح الرسمية المعنية في تونس «بالتحقيق الفوري في جدية التصريحات المذكورة، حتى لا يكون ملف الصحفيين التونسيين خاضعا للتصفيات السياسية والأمنية المحلية والإقليمية».
كما دعا السلطات التونسية والمجتمع الدولي باستخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة من أجل الكشف عن مصير الشُرابي والقطاري.
سنية رجـــــب: مسرحـيـــة سـيـئــة الاخــراج
وفي اتصال هاتفي جمعنا بالسيدة سنية رجب والدة المصور الصحفي نذير القطاري، أكدت ان ما تم بثه على قناة الحدث الليبية هو مجرد مسرحية سيئة الاخراج، مضيفة ان الداعشي الذي ادلى بتصريحاته لم يعد مواليا لتنظيم الدولة وانه اصبح ضمن الجيش الليبي، كما افادتنا انها تحصلت على معلومات مؤكدة تفيد ان اثار الضرب على وجه الداعشي هي مجرد تجميل «ماكياج»، مبينة انه لا يوجد اي دليل مادي او قانوني يثبت صحة ما جاء في الاعترافات المفبركة على حد تعبيرها.
وقالت سنية رجب: «لن أقبل أي عزاء.. عزّوني فقط في دولتي التي تركت أبنائي يتلاعبون بمصيرهم. جهة ليبية فقط تعترف بها وتتعامل معها كنت متأكدة و زدت في التأكيد بأن نذير وسفيان على قيد الحياة و الآن لدى الجيش الليبي».
وذكرت محدثتنا ان الاعترافات جاء فيها ان التصفية كانت نتيجة استهزاء سفيان ونذير بالاسلام والرسول، مبينة ان نذير مسلم ويقوم بكل واجباته الدينية ويصوم شهر رمضان و»يخاف ربي» حسب تعبيرها.
كما استغربت محدثتنا من غياب الرد الرسمي لتنظيم الدولة، حيث اشارت الى ان التنظيم يقوم في العادة بتنزيل فيديوهات تثبت عمليات التصفية وهو ما لم يحدث في قضية سفيان ونذير .
ووصفت محدثتنا بيان وزارة الخارجية التونسية بالبيان التافه والذي لم يحمل اي جديد او معلومات جديدة.
ودعت سنية رجال الدولة التونسية بالتحرك والبحث عن الحقيقة وارسال وفد قضائي الى ليبيا في اقرب وقت .
من جانبه اكد والد نذير السيد سامي القطاري امكانية تدويل قضية اختفاء ابنه وسفيان الشورابي في ليبيا، معتبر أن الحكومة التونسية وضعت هذه القضية بالأرشيف..

مصطفى عبد الكبير: حججهم واهية

من جهته  كذّب الناشط الحقوقي والمختص في الشأن الليبي، مصطفى عبد الكبير، ما نقلته قناة «ليبيا الحدث» عن عنصر «الدولة» بمنطقة «درنة» عبد الرزاق علي.
 وقال «غريب امر هذه الشطحات أقول لهم أدلتنا اقوى من أدلتكم.. شهادات عارية من الصحة وليس لها أدلة مادية.. المعارك السياسية لا يجب أن تؤثر على ملف إنساني بالأساس.. حججكم واهية.. أولادنا عندكم وحججنا أقوى من افتراءاتكم.. لا صحة للأخبار التي تروج عن الصحفيين».
ونفى عبد الكبير نفيا قاطعا ما يروّج له حول تصفية نذير القطاري وسفيان الشورابي، مشيرا الى وجود حجج وأدلة تؤكد أنهما على قيد الحياة وتدحض ما جاء في اعترافات الإرهابي الليبي حول تصفيتهما

إعداد: سناء الماجري